الرئيسية
السياحه
المستثمرون
برنامج تنمية صعيد مصر
برنامج حياة كريمة
حوافز الأداء

 
الرئيسية > اعلام قنا
  
عرض:‏ 
فرز حسب المرفقاتاستخدم SHIFT+ENTER لفتح القائمة (إطار جديد).
نصتصفية
عبد الرحيم منصور استخدم SHIFT+ENTER لفتح القائمة (إطار جديد).
نشأته
ولد الشاعر عبد الرحيم منصور قي دندرة بندر قنا، وتعتبر نشأته أكبر مؤثر قي كتاباته، عندما كانت ام الشاعر تلقى انشادات امام الفرن، لتضيع الوقت. ولم تكن تدرى انها تعطى ابنها جواز السفر ليرتحل عنها فور ان يشب عن الطوق، ثم يرتحل عنها إلى الابد. وبالفعل ما عبد الرحيم يشب عن الطوق، حتى كانت بذور الشعر التي زرعتها فيه أمه قد بدأت تظهر، وتحاول الخروج. وهكذا حرضته موسيقى الشعر للرحيل عن قريته بحثا عن حلمه.
[عدل] حياته
بداية أكتشافه كانت على يد الكاتب الكبير لويس جريس، أثناء جولته قي الجنوب المصري لأكتشاف المواهب، لتقديمها قي مجلة صباح الخير، تحت عنوان (المعذبين بالفن)، وعثر أثناء جولته على كنز من المواهب، أعلن عنه وقدمته المجلة. هذا الكنز كان الشاعر عبد الرحيم منصور، الذي يكتب بالعامية. وبدأ شاعرنا ومعه مجدى نجيب وعبد الرحمن الأبنودى وسيد حجاب؛ قي بث أشعارهم العامية عبر الاذاعة وكان الناس يعشقون هذا النوع من الشعر، الذي أصبح على كل لسان. وخصوصآ البسطاء، لأنه كان يستخدم لغة حياتهم اليومية، التي تشكل تعاملاتهم ومشاعرهم، وايضآ لأن اللغة كانت متواصة مع موروثنا الشعبي الملئ بالمواويل والملاحم الشعبية، التي رسمت الحياة الاجتماعية قي مصر على مر العصور.
وهكذا أستقبلت القاهرة أشعار عبد الرحيم منصور وفتحت له صدرها، لأنه كان اقرب تعمقآ في جذور الأرض التي شكلت الوجدان الشعبي واقترابه من سخونة الجنوب قي مشاعر أهله المليئة بالمواويل الحزينة وكتب ديوانه الأول (الرقص ع الحصى) في أواخر الستينات. وكان نشره على حسابه الخاص ولأنه لم يهتم كثيراً بالدواوين فلم تنشر باقى الدواوين.. وقدم مع بليغ حمدى وقتها الكثير من الاغانى لكبار المطربين والمطربات. وبرز اسمه خصوصاً أثناء حرب اكتوبر، فكانت اول واشهر اغانى النصرمن كلماته وتغنى بها اشهر المطربين والمطربات.. إلى ان بدأت محطة هامة قي حياته حين تعرف على المطرب محمد منير وبدأ معه مشوار دام حوالى 10 سنوات. وكان التحدى الذي واجه عبد الرحيم هو كتابة اغانى رومانسية وقت رحيل الفنان عبد الحليم حافظ فخرجت الرومانسية على طريقة عبد الرحيم بشكل جديد وبمفردات جديدة تماماً على الاغنية الرومانسية السائدة وقتها، في اغانى مثل (قي عنيكى)، و(يا صبية). وبدأت الاغنية تتخذ شكل جديد كما شملت اغانيه موضوعات لم يتطرق لها احد من قبل، وبدأ كتابة أول البومات منير علمونى عنيكى ووقتها تعرف على الملحن النوبى احمد منيب والملحن والموزع هانى شنودة وتوالت النجاحات حتى وصلت للذروة قي ألبوم شبابيك عام 1981 كما كتب في أوائل الثمانينات لمطربين جدد ساعد على نجاحهم بجانب المطربين الكبار وقتها.
تعتبر اول الثمانينات هي الفترة الاهم والاشهر قي حياة عبد الرحيم منصور حيث كتب لمحمد منير اغانى ألبومى (شبابيك) و(اتكلمى) كما وضع سيناريو وحوار واشعار فيلم (الزمار) للمخرج عاطف الطيب وكتب كلمات ألبوم (حظوظ) للمطرب الشعبي كتكوت الامير وكتب أول اغانى المطربين عمرو دياب وعلى الحجار ومدحت صالح ومحمد ثروت ووليد توفيق
 
عمر محمود سليمان استخدم SHIFT+ENTER لفتح القائمة (إطار جديد).
عمر محمود سليمان هو رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية الحالي، ولد في 2 يوليو 1936 ينتمي إلى محافظة قنا في جنوب مصر. تلقى تعليمه في الكلية الحربية بالقاهرة، ومن بعد ذلك تلقى تدريبا عسكريا إضافيا في الاتحاد السوفييتي السابق ودرس أيضا العلوم السياسية في جامعة القاهرة وجامعة عين شمس. قبل توليه إدارة المخابرات العامة عام 1993 عمل رئيساً لفرع التخطيط العام في هيئة عمليات القوات المسلحة، ثم مديراً في المخابرات العسكرية. وهو متزوج وله ثلاث بنات.
المؤهلات العلمية والعسكرية
• بكالوريوس في العلوم العسكرية
• ماجستير في العلوم العسكرية
• ماجستير في العلوم السياسية، من جامعة القاهرة
• زمالة كلية الحرب العليا
• دورة متقدمة، من الإتحاد السوفيتي
الأوسمة والأنواط والميداليات
• وسام الجمهورية، من الطبقة الثانية
• نَوْط الواجب، من الطبقة الثانية
• ميدالية الخدمة الطويلة والقدوة الحسنة
• نوط الواجب، من الطبقة الأولى
• نوط الخدمة الممتازة
حياته السياسية
• اختير في السنوات الأخيرة مبعوثا خاصا للرئيس السابق محمد حسني مبارك للقضية الفلسطينية وكان له دور رئيسي وفعال في اتفاق الصلح بين حركة فتح وحركة حماس. كما ظهر اسمه إبان فترة الانتخابات الرئاسية في مصر كثيرا كخليفة متوقع للرئيس السابق مبارك ولكن سنه الذي يتجاوز السبعين عاما يضعف من موقفه كثيرا.
• ليس هناك معلومات كثيرة متاحة عن اللواء عمر سليمان، الرجل الغامض الذي يقود جهاز المخابرات المصرية منذ 17 عاماً. هذا الرجل، الذي يشغل منصب رئيس أهم جهاز أمني في مصر، لم يعرف عنه يوماً انخراطه في ملفات الشؤون الداخلية، كما أنه تحول في الآونة الأخيرة وزيراً مواز لوزير الخارجية ومبعوثاً شخصياً للرئيس.
• قبل سنوات، كان معظم المصريين يجهلون اسم الرجل الذي يتولى إدارة شؤون جهاز المخابرات العامة المصرية المكلف مكافحة عمليات التجسس التي تحاول بعض الدول الأجنبية، وخاصة إسرائيل، القيام بها ضد المصالح والأهداف المصرية الحيوية.
[عدل] نظرة عن قرب
• رغم الغموض الذي يحيط بشخصية اللواء أو تاريخه في جهاز المخابرات الذي يرجع تاريخ إنشائه إلى ما بعد عامين من ثورة يوليو 1952 م، فإن هناك من يقول إنه واحد من أكثر المسؤولين الذين يلقون احترام وتقدير الشارع المصري، بالنظر إلى النجاح المتواصل الذي سجلته المخابرات المصرية في عهده، في ما يتعلق بمكافحة أنشطة التجسس التي تقوم بها المخابرات الإسرائيلية (الموساد) ضد مصر.
• أصلع الشعر، متوسط الطول، لا يثير الانتباه بصورة خاصة، لكن الذين التقوه يقولون إن المرء يلاحظ عينيه السوداوين ونظرته الثاقبة، وأنه لا يميل إلى الكلام كثيراً، وعندما يتحدث فصوته هادئً ومنضبطً وكلماته متزنة، وهو شخص يترك إنطباعاً قوياً ويملك ما يسميه العرب الوقار أو السمو ويتمتع بحضور قوي ومصداقية واضحة.
• قد ساهم هذا الرجل كعمله كمبعوث شخصي للرئيس السابق مبارك وفي تهدئة الأجواء بين الفصائل الفلسطينية ولكنه عدل عن التدخل في أزمة الهجوم الأسرائيلي على قطاع غزة كونه يتم معالجته من قبل الرئيس نفسه.
 
فكري‏ ‏مكرم‏ ‏عبيد استخدم SHIFT+ENTER لفتح القائمة (إطار جديد).
ولد‏ ‏فكري‏ ‏مكرم‏ ‏عبيد‏ ‏في‏ 16 ‏فبراير‏ 1916 ‏بمحافظة‏ ‏قنا‏,‏ورحل‏ ‏في‏ 16 ‏فبراير‏ 2006 ‏م وعاش ‏تسعين‏ ‏‏في‏ ‏حياة‏ ‏كلها‏ ‏عطاء‏ ‏لوطنه‏ ‏الذي‏ ‏عشقه‏ ‏من‏ ‏كل‏ ‏قلبه‏..‏وانخرط‏ ‏في‏ ‏الحياة‏ ‏السياسية‏ ‏منذ‏ ‏صباه‏ ‏وحتي‏ ‏الساعات‏ ‏الأخيرة‏ ‏من‏ ‏حياته‏..‏
‏ولد‏ ‏فكري ‏قبل‏ ‏ثورة‏ 1919 ‏بثلاث‏ ‏أعوام‏ ‏فنما‏ ‏في‏ ‏أحضانها‏ ‏وتربي‏ ‏علي‏ ‏مبادئها‏ ‏وارتوي‏ ‏من‏ ‏تعاليمها‏..‏وكان‏ ‏الابن‏ ‏الأصغر‏ ‏لوالديه‏ ‏بعد‏ ‏ستة‏ ‏أشقاء‏-‏مكرم‏ ‏وحلمي‏ ‏ورياض‏ ‏وجورج‏ ‏وليندا‏ ‏ومرجريت‏-‏وكان‏ ‏شقيقه‏ ‏الأكبر‏ ‏الزعيم‏ ‏مكرم‏ ‏عبيد‏ ‏بمثابة‏ ‏الأب‏ ‏والمعلم‏ ‏فقد‏ ‏سبقه‏ ‏في‏ ‏الميلاد‏ ‏بستة‏ ‏وعشرين‏ ‏عاما‏,‏
 ‏تخرج‏ ‏فكري‏ ‏في‏ ‏كلية‏ ‏الحقوق‏ ‏عام‏ 1937 ‏وعمره‏ 21 ‏عاما‏,‏كان‏ ‏شقيقه‏ ‏مكرم‏ ‏باشا‏ ‏في‏ ‏عامه‏ ‏السابع‏ ‏والأربعين‏,‏وفي‏ ‏أوج‏ ‏مجده‏ ‏السياسي‏ ‏فعمل‏ ‏معه‏ ‏في‏ ‏مكتبه‏ ‏بالمحاماة‏ ‏وشاركه‏ ‏في‏ ‏الحياة‏ ‏السياسية‏..‏بل‏ ‏ومن‏ ‏قبل‏ ‏أن‏ ‏يتخرج‏ ‏فكري‏ ‏في‏ ‏كلية‏ ‏الحقوق‏ ‏وهو‏ ‏ملتصق‏ ‏بشقيقه‏ ‏بعد‏ ‏أن‏ ‏أنهي‏ ‏تعليمه‏ ‏الأولي‏ ‏بأرض‏ ‏ميلاده قنا وجاء‏ ‏ليواصل‏ ‏تعليمه‏ ‏بالقاهرة‏ ‏العاصمة‏..‏وعاش فكري بالقرب‏ ‏من‏ ‏شقيقه مكرم زعيم‏ ‏مصر‏ ‏الذي‏ ‏تبوأ‏ ‏مكانا‏ ‏بارزا‏ ‏في‏ ‏صدارة‏ ‏الحركة‏ ‏الوطنية‏ ‏المصرية‏ ‏ضد‏ ‏الاستعمار‏,‏وكان‏ ‏سياسيا‏ ‏منظما‏ ‏وسكرتيرا‏ ‏عاما‏ ‏لحزب‏ ‏الوفد‏ ‏ووزيرا‏ ‏للمالية‏ ‏وعضوا‏ ‏بمجلس‏ ‏النواب‏ ‏ونقيبا‏ ‏للمحامين‏..‏ومن‏ ‏كل‏ ‏هذا‏ ‏استقي‏ ‏شقيقه‏ ‏الأصغر فكري وخرج‏ ‏من‏ ‏هذا‏ ‏المناخ‏ ‏الوطني‏ ‏ليواصل‏ ‏المسيرة‏ ‏في‏ ‏العمل‏ ‏السياسي‏ ‏وسط‏ ‏أجواء‏ ‏اختلفت‏ ‏بعد‏ ‏قيام‏ ‏ثورة‏ 1952 ‏وتحرير‏ ‏البلاد‏ ‏من‏ ‏الاستعمار‏..
‏ولكن‏ ‏ظل فكري علي‏ ‏ذات‏ ‏المباديء‏ ‏والأفكار‏ ‏الليبرالية‏ ‏والعلمانية‏ ‏رغم‏ ‏اختلاف‏ ‏السياسات‏ ‏والتوجهات‏,‏ فكان‏ ‏شخصية‏ ‏متميزة‏-‏كشقيقه‏-‏يتعامل‏ ‏بوصفهالمصري‏ ‏دون‏ ‏غيره‏,‏ولم‏ ‏تكن‏ ‏قبطيته‏ ‏عنصرا‏ ‏مؤثرا‏ ‏أبدا‏ ‏في‏ ‏سلسلة‏ ‏الأفعال‏ ‏السياسية‏ ‏وردودها‏..‏وإن‏ ‏كان‏ ‏هذا‏ ‏لاينسينا‏ ‏أن‏ ‏قبطية فكري ومن‏ ‏قبل‏ ‏شقيقه مكرم هي‏ ‏التي‏ ‏صاغت‏ ‏لهما‏ ‏هذا‏ ‏الدور‏,‏وهو‏ ‏التحليل‏ ‏الذي‏ ‏انتهي‏ ‏إليه‏ ‏الدكتور‏ ‏مصطفي‏ ‏الفقي‏ ‏في‏ ‏مقدمة‏ ‏دراسته‏ ‏العميقة‏ ‏عن الأقباط‏ ‏في‏ ‏السياسة‏ ‏المصرية‏.‏
عندما‏ ‏أشار‏ ‏إلي‏ ‏أن مكرم‏ ‏عبيد في‏ ‏تكوين‏ ‏شخصيته‏ ‏ومسار‏ ‏حياته‏ ‏السياسية‏ ‏يعتبر‏ ‏تجسيدا‏ ‏حقيقيا‏ ‏لفكر‏ ‏ومشاعر‏ ‏وطموحات‏ ‏فرد‏ ‏ينتمي‏ ‏إلي‏ ‏أقلية‏ ‏دينية‏ ‏قبطية هي‏ ‏جزء‏ ‏لايتجزأ‏ ‏من‏ ‏وطن‏ ‏ينتمي‏ ‏إليه‏ ‏بالدرجة‏ ‏الأولي‏..‏هذا‏ ‏الفكر‏ ‏وتلك‏ ‏المشاعر‏ ‏والطموحات‏ ‏تفسر‏ ‏اندفاعه‏ ‏وتطلعه‏ ‏للقيام‏ ‏بدور‏ ‏سياسي‏ ‏مؤثر‏ ‏علي‏ ‏المستوي‏ ‏الوطني ‏..‏ حياته‏ ‏السياسية‏ ‏تعد‏ ‏انعكاسا‏ ‏حقيقيا‏ ‏لواحد‏ ‏من‏ ‏إفرازات‏ ‏الفترة‏ ‏التي‏ ‏تمتعت‏ ‏فيها‏ ‏مصر‏ ‏بنصيب‏ ‏كبير‏ ‏من‏ ‏الأفكار‏ ‏الليبرالية‏ ‏والعلمانية ‏, ‏والتي‏ ‏أعطت‏ ‏للحركة‏ ‏الوطنية‏ ‏شخصية‏ ‏متميزة‏ ‏باحتوائها‏ ‏للمسلمين‏ ‏والأقباط‏ ‏معا‏,‏وتقديمها‏ ‏حلا‏ ‏عمليا‏ ‏وتجربة‏ ‏تاريخية‏ ‏فيما‏ ‏يتصل‏ ‏بقضية‏ ‏الأقليات‏ ‏عموما‏.‏
ذكريات في‏ ‏مكتبه‏ ‏بشارع‏ ‏قصر‏ ‏النيل
في‏ ‏مكتبه‏ ‏بشارع‏ ‏قصر‏ ‏النيل‏ ‏قضيت‏ ‏ساعات‏ ‏طويلة‏ ‏عشت‏ ‏فيها‏ ‏عبق‏ ‏التاريخ‏..‏مجموعات‏ ‏الصور‏ ‏التي‏ ‏تغطي‏ ‏الحوائط‏ ‏تروي‏ ‏تاريخ‏ ‏مصر‏ ‏الحديثة‏ ‏عبر‏ ‏قرنين‏ ‏من‏ ‏الزمان‏..‏مجموعات‏ ‏الكتب‏ ‏والموسوعات‏ ‏التي‏ ‏تملأ‏ ‏رفوف‏ ‏المكتبات‏ ‏في‏ ‏كل‏ ‏مناحي‏ ‏المعرفة‏ ‏وبكل‏ ‏اللغات‏ ‏تفصح‏ ‏عن‏ ‏عمق‏ ‏ثقافة‏ ‏راحلنا‏..‏شرفة‏ ‏مكتبة‏ ‏المطلة‏ ‏علي‏ ‏وسط‏ ‏القاهرة‏ ‏تكشف‏ ‏من‏ ‏الدور‏ ‏السادس‏ ‏تعانق‏ ‏مآذن‏ ‏المساجد‏ ‏مع‏ ‏قباب‏ ‏الكنائس‏ ‏في‏ ‏وحدة‏ ‏وطنية‏ ‏كان‏ ‏يعشقها‏..‏كل‏ ‏شيء‏ ‏له‏ ‏معني‏ ‏حتي‏ ‏الأثاث‏ ‏الأنيق‏ ‏يحكي‏ ‏في‏ ‏صمت‏ ‏عن‏ ‏الزمن‏ ‏الجميل‏.‏
‏وسامح‏ ‏هو‏ ‏أصغر‏ ‏أبنائه‏..‏تخرج‏ ‏في‏ ‏الجامعة‏ ‏الأمريكية‏ ‏بعد‏ ‏أن‏ ‏درس‏ ‏الاقتصاد‏,‏وعمل‏ ‏في‏ ‏مكتب‏ ‏والده‏ ‏مستشارا‏,‏مستفيدا‏ ‏من‏ ‏خبرته‏ ‏في‏ ‏المحاماة‏ ‏فجمع‏ ‏بين‏ ‏المال‏ ‏والقانون‏..‏ومن‏ ‏هنا‏ ‏كان‏ ‏سامح‏ ‏قريبا‏ ‏منه‏ ‏فابنته‏ ‏الكبري‏ ‏سميحة‏ ‏متزوجة‏,‏وابنه‏ ‏عاطف‏ ‏رجل‏ ‏أعمال‏ ‏يعمل‏ ‏بالتجارة‏ ‏ما‏ ‏بين‏ ‏مصر‏ ‏وكندا‏,‏ وابنه‏ ‏سعيد‏ ‏دكتور‏ ‏مهندس‏ ‏يمتلك‏ ‏مصانع‏ ‏في‏ ‏مسطرد‏..‏وكان‏ ‏راحلنا‏ ‏يمارس‏ ‏مع‏ ‏أولاده‏ ‏حياة‏ ‏الشوري‏ ‏فلم‏ ‏يكن‏ ‏يتخذ‏ ‏قرارا‏ ‏عائليا‏ ‏إلا‏ ‏بعد‏ ‏أن‏ ‏يجمع‏ ‏كل‏ ‏أولاده‏ ‏ويستشيرهم‏..‏كان‏ ‏ليبراليا‏ ‏في‏ ‏تفكيره‏,‏وفي‏ ‏عمله‏ ‏السياسي‏ ‏وفي‏ ‏حياته‏ ‏الأسرية‏ ‏أيضا‏..‏ولكن‏ ‏شاء‏ ‏القدر‏ ‏ولظروف‏ ‏العمل‏ ‏والحياة‏ ‏أن‏ ‏يكون‏ ‏ابنه‏ ‏سامح‏ ‏هو‏ ‏الأقرب‏ ‏منه‏..
ذكريات‏ ‏في‏ ‏حياته
محطتنا‏ ‏الأولي‏ ‏كانت‏ ‏مع‏ ‏أصدقائه‏..‏صديقه‏ ‏الأول‏ ‏الرئيس‏ ‏الراحل‏ ‏أنور‏ ‏السادات‏.. ‏وصداقتهما‏ ‏ترجع‏ ‏إلي‏ ‏طفولتهما‏ ‏عندما‏ ‏جمعتهما‏ ‏فرقة‏ ‏كشافة‏, ‏وعاشا‏ ‏معا‏ ‏عن‏ ‏قرب‏ ‏في‏ ‏معسكرات‏ ‏عمل‏..‏وعندما‏ ‏فكرالسادات بعد‏ ‏تجربة‏ ‏المنابر‏ ‏وحزب‏ ‏مصر‏ ‏في‏ ‏تكوين‏ ‏حزب‏ ‏جديد‏-‏الحزب‏ ‏الوطني‏-‏طلب‏ ‏من‏ ‏فكري‏ ‏مكرم‏ ‏عبيد‏ ‏هذه‏ ‏المهمة‏,‏وكانت‏ ‏كل‏ ‏الاجتماعات‏ ‏تتم‏ ‏في‏ ‏مكتبه‏,‏ومنه‏ ‏خرجت‏ ‏كل‏ ‏تشكيلات‏ ‏الحزب‏,‏وكان‏ ‏فكري‏ ‏هو‏ ‏الأمين‏ ‏العام‏ ‏والرجل‏ ‏الثاني‏ ‏في‏ ‏الحزب‏ ‏بعد‏ ‏الرئيس‏ ‏أنور‏ ‏السادات‏..‏وكان‏ ‏فكري يتمتع‏ ‏بمكانة‏ ‏خاصة‏ ‏عند‏ ‏السادات‏ ‏وموضع‏ ‏ثقة‏ ‏كبيرة‏,‏ففضلا‏ ‏عن‏ ‏منصبه‏ ‏الرفيع‏ ‏في‏ ‏الحزب‏ ‏عينه‏ ‏نائبا‏ ‏لرئيس‏ ‏الوزراء‏ ‏لشئون‏ ‏مجلسي‏ ‏الشعب‏ ‏والشوري‏..‏وظل‏ ‏فكري‏ ‏قريبا‏ ‏من‏ ‏السادات‏ ‏حتي‏ ‏ساعته‏ ‏الأخيرة‏..‏فعندما‏ ‏اغتيل‏ ‏السادات‏ ‏في‏ ‏حادث‏ ‏المنصة‏ ‏كان‏ ‏فكري‏ ‏إلي‏ ‏يساره‏ ‏بعد‏ ‏أبو‏ ‏غزالة‏ ‏مباشرة‏,‏ وكان‏ ‏إلي‏ ‏يمين‏ ‏السادات مبارك وفؤاد‏ ‏محيي‏ ‏الدين‏..‏وهي‏ ‏من‏ ‏الأحداث‏ ‏التي‏ ‏تركت‏ ‏صدمة‏ ‏شديدة‏ ‏في‏ ‏حياة‏ ‏فكري‏ ‏مكرم‏ ‏عبيد‏ ‏وكان‏ ‏لايحب‏ ‏استعادتها‏ ‏أو‏ ‏مجرد‏ ‏الحديث‏ ‏عنها‏,وواصل‏ ‏مسيرة‏ ‏العمل‏ ‏السياسي‏ ‏مع‏ ‏الرئيس‏ ‏ السابق حسني‏ ‏مبارك‏ ‏وزيرا‏ ‏في‏ ‏أول‏ ‏وزارة‏ ‏شكلها‏ ‏وعضوا‏ ‏في‏ ‏مجلس‏ ‏الشوري‏ ‏حتي‏ ‏ساعة‏ ‏رحيله‏.‏
ذكريات بين‏ ‏الأصدقاء
‏** و‏ ‏أصدقاء‏ ‏فكرى هم‏ ‏أربعة‏:‏حسن‏ ‏إبراهيم‏,‏وصدقي‏ ‏محمود‏,‏وداود‏ ‏عويس‏,‏وعبد‏ ‏المنعم‏ ‏رياض‏-‏ويكشف‏ ‏الابن‏ ‏عن‏ ‏شفافية‏ ‏الأب‏ ‏وعمق‏ ‏محبته‏ ‏لأصدقائه‏..‏كان‏ ‏معهم‏ ‏ينسي‏ ‏مواعيده‏ ‏وارتباطاته‏ ‏ويواصل‏ ‏معهم‏ ‏الحديث‏ ‏الممزوج‏ ‏بالمرح‏ ‏أحيانا‏ ‏وبالحدة‏ ‏أحيانا‏ ‏أخري‏,‏فلكل‏ ‏منهم‏ ‏خبراته‏ ‏ومواقفه‏ ‏التي‏ ‏أثرت‏ ‏حياته‏,‏كما‏ ‏أثرت‏ ‏حياتهم‏ ‏رؤيته‏ ‏وفلسفته‏ ‏وحكمته‏..‏
حسن‏ ‏إبراهيم‏ ‏الذي‏ ‏كان‏ ‏نائبا‏ ‏لرئيس‏ ‏الجمهورية‏ ‏في‏ ‏عصر‏ ‏جمال‏ ‏عبد‏ ‏الناصر‏ ‏وعاش‏ ‏عن‏ ‏قرب‏ ‏كل‏ ‏جبروت‏ ‏وقوة‏ ‏عبد‏ ‏الناصر‏..
‏والفريق‏ ‏صدقي‏ ‏محمود‏ ‏الذي‏ ‏كان‏ ‏وزيرا‏ ‏للدفاع‏ ‏في‏ ‏عام‏ 1967,‏وعندما‏ ‏سجن‏ ‏وتمت‏ ‏محاكمته‏ ‏فيما‏ ‏عرف‏ ‏بمحاكمة‏ ‏الطيران‏ ‏كان‏ ‏صديقه‏ ‏فكري‏ ‏هو‏ ‏محاميه‏ ‏الذي‏ ‏انبري‏ ‏للدفاع‏ ‏عنه‏,‏وكانت‏ ‏فرصة‏ ‏أن‏ ‏يقرأ‏ ‏كل‏ ‏ملفات‏ ‏النكسة‏..‏
وصديقه‏ ‏الثالث‏ ‏داود‏ ‏عويس‏ ‏من‏ ‏الضباط‏ ‏الأحرار‏ ‏وكان‏ ‏القائد‏ ‏الفعلي‏ ‏لسورية‏ ‏عندما‏ ‏كان‏ ‏الحاكم‏ ‏العسكري‏ ‏للإقليم‏ ‏الشمالي‏ ‏خلال‏ ‏الوحدة‏ ‏بين‏ ‏مصر‏ ‏وسورية‏ ‏في‏ ‏السنوات‏ ‏من‏ 1958 ‏إلي‏ 1961 ‏وكان‏ ‏عبد‏ ‏الناصر‏ ‏قد‏ ‏اتهمه‏ ‏بتدبير‏ ‏الانقلاب‏ ‏وسجن‏ ‏وخرج‏ ‏وعاش‏ ‏معه‏ ‏فكري‏ ‏كل‏ ‏أيامه‏ ‏بحلوها‏ ‏ومرها‏..‏
وصديقه‏ ‏الرابع‏ ‏الحميم‏ ‏هو‏ ‏الفريق‏ ‏عبد‏ ‏المنعم‏ ‏رياض‏ ‏قائد‏ ‏حرب‏ ‏الاستنزاف‏ ‏وشهيد‏ ‏مصر‏ ‏الغالي‏.‏
ذكريات الكفاح و‏الوطني
 ‏تخرج‏ ‏فكري‏ ‏في‏ ‏كلية‏ ‏الحقوق‏ ‏واشتغل‏ ‏بالمحاماة‏ ‏مع‏ ‏شقيقه‏ ‏الزعيم‏ ‏مكرم‏ ‏وكان‏ ‏أقرب‏ ‏الأقرباء‏ ‏منه‏ ‏في‏ ‏نضاله‏ ‏السياسي‏..‏في‏ ‏هذا‏ ‏العام‏ ‏كان‏ ‏مكرم‏ ‏يعيش‏ ‏عصره‏ ‏الذهبي‏ ‏بعد‏ ‏خروج‏ ‏أحمد‏ ‏ماهر‏ ‏والنقراشي‏ ‏عن‏ ‏الوفد‏,‏وكان‏ ‏هو‏ ‏المهندس‏ ‏الحقيقي‏ ‏لقرارات‏ ‏الوفد‏ ‏وتحديد‏ ‏دوره‏ ‏في‏ ‏السياسة‏ ‏الوطنية‏ ‏ابتداء‏ ‏من‏ ‏معاهدة‏ 1936,‏وعندما‏ ‏شكل‏ ‏النحاس‏ ‏وزارته‏ ‏عين‏ ‏مكرم‏ ‏وزيرا‏ ‏للمالية‏ ‏ووزيرا‏ ‏للتموين‏ ‏معا‏ ‏وهما‏ ‏وزارتان‏ ‏تمثلان‏ ‏أكثر‏ ‏المسئوليات‏ ‏أهمية‏ ‏في‏ ‏وقت‏ ‏الحرب‏..‏ وكان ‏فكري‏ ‏قريب‏ ‏من‏ ‏شقيقه‏ ‏مكرم‏ ‏علي‏ ‏أنني‏ ‏أري‏ ‏أن‏ ‏أهم‏ ‏ما‏ ‏تعلمه‏ ‏فكري‏ ‏من‏ ‏هذه‏ ‏المعايشة‏ ‏هو‏ ‏درس‏ ‏المواطنة‏ ‏فدور‏ ‏حزب‏ ‏الوفد‏-‏في‏ ‏هذا‏ ‏الوقت‏-‏في‏ ‏تحقيق‏ ‏الوحدة‏ ‏الوطنية‏ ‏هو‏ ‏دور‏ ‏تاريخي‏ ‏مشرف‏ ‏وصفحة‏ ‏مضيئة‏ ‏من‏ ‏تاريخ‏ ‏مصر‏ ‏سجلها‏ ‏المستشار‏ ‏طارق‏ ‏البشري‏ ‏في‏ ‏كتابه المسلمون‏ ‏والأقباط‏ ‏في‏ ‏إطار‏ ‏الجماعة‏ ‏الوطنية فهو‏ ‏يقول‏ ‏بصريح‏ ‏العبارة : لم‏ ‏يكن‏ ‏يمكن‏ ‏أن‏ ‏يبلغ‏ ‏النجاح‏ ‏في‏ ‏ائتلاف‏ ‏المسلمين‏ ‏والقبط‏ ‏إلي‏ ‏الحد‏ ‏الذي‏ ‏بلغه‏ ‏ولا‏ ‏أن‏ ‏يكتب‏ ‏له‏ ‏الاستمرار‏ ‏بغير‏ ‏الوفد‏ ‏وفاعليته‏ ‏في‏ ‏مزج‏ ‏قوي‏ ‏الأمة‏ ‏المصرية‏ ‏وإنشاء‏ ‏الجماعة‏ ‏الوطنية‏ ‏في‏ ‏مصر‏ ‏علي‏ ‏أساس‏ ‏وطيدوهذا‏ ‏الذي‏ ‏عايشه‏ ‏وتعلمه‏ ‏فكري‏ ‏من‏ ‏حزب‏ ‏الوفد‏ ‏صار‏ ‏مكنونا‏ ‏في‏ ‏قلبه‏ ‏مخزونا‏ ‏في‏ ‏فكره‏..‏ونجح‏ ‏السادات‏ ‏بذكائه‏ ‏ودهائه‏ ‏في‏ ‏الاستفادة‏ ‏منه‏,‏فعندما‏ ‏اشتد‏ ‏التيار‏ ‏الإسلامي‏ ‏في‏ ‏أسيوط‏ ‏وصارت‏ ‏مصر‏ ‏كلها‏ ‏علي‏ ‏حافة‏ ‏الهاوية‏ ‏أرسل‏ ‏السادات‏ ‏فكري‏ ‏مكرم‏ ‏عبيد‏ ‏الذي‏ ‏استطاع‏ ‏برصيده‏ ‏الوطني‏ ‏الضخم‏ ‏أن‏ ‏يحتوي‏ ‏الأزمة‏ ‏ويعيد‏ ‏الهدوء‏ ‏إلي‏ ‏أسيوط‏ ‏بمسلميها‏ ‏وأقباطها‏.‏
ذكريات الكفاح السياسى
‏** ‏و‏مع‏ ‏بداية‏ ‏ثورة‏ 1952,‏كان‏ ‏قد‏ ‏كتب‏ ‏مقالا‏ ‏بعنوان من‏ ‏الديموقراطية‏ ‏إلي‏ ‏الشمولية‏ ‏فالديموقراطية بدأه‏ ‏بالتأريخ‏ ‏لحالة‏ ‏الفوضي‏ ‏السياسية‏ ‏المنظمة‏ ‏في‏ ‏مصر‏ ‏فيما‏ ‏قبل‏ 1952,‏مرورا‏ ‏بحركة‏ ‏الجيش‏ ‏في‏ ‏يوليو‏ 1952 ‏وكتب‏ ‏تحت‏ ‏عنوان الحرس‏ ‏الوطني فيقول‏:‏استحدثت‏ ‏الثورة‏ ‏تنظيما‏ ‏جديدا‏ ‏أطلقت‏ ‏عليه الحرس‏ ‏الوطني وكان‏ ‏مكونا‏ ‏من‏ ‏مجموعة‏ ‏منتقاة‏ ‏من‏ ‏مؤيدي‏ ‏الثورة‏ ‏في‏ ‏المحافظات‏,‏ولم‏ ‏يكن‏ ‏واضحا‏ ‏ما‏ ‏هو‏ ‏الغرض‏ ‏منه‏ ‏ولا‏ ‏ما‏ ‏هي‏ ‏اختصاصاته‏ ‏وما‏ ‏لبث‏ ‏أن‏ ‏مات‏ ‏موتا‏ ‏بطيئا‏ ‏دون‏ ‏أن‏ ‏يعرف‏ ‏سبب‏ ‏ولادته‏ ‏ولاسبب‏ ‏موته‏!!‏
وعندئذ‏ ‏بدأ‏ ‏التفكير‏ ‏في‏ ‏وجوب‏ ‏إيجاد‏ ‏تشكيل‏ ‏سياسي‏ ‏جماهيري‏ ‏بجوار‏ ‏قيادة‏ ‏الثورة‏,‏فتأسس‏ ‏تنظيم‏-‏لم‏ ‏يكن‏ ‏حزبا‏ ‏ولا‏ ‏جمعية‏-‏بل‏ ‏هوهيئةأطلق‏ ‏عليها‏ ‏هيئة‏ ‏التحريروتكونت‏ ‏لها‏ ‏أمانة‏ ‏عامة‏ ‏رئيسها‏ ‏المرحوم‏ ‏عبد‏ ‏اللطيف‏ ‏بغدادي‏ ‏وكان‏ ‏رجلا‏ ‏ذكيا‏ ‏طموحا‏ ‏يري‏ ‏في‏ ‏نفسه‏ ‏كفاءة‏ ‏تؤهله‏ ‏لرئاسة‏ ‏مجلس‏ ‏القيادة‏ ‏أكثر‏ ‏من‏ ‏جمال‏ ‏عبد‏ ‏الناصر‏,‏ومن‏ ‏هنا‏ ‏كان‏ ‏الخلاف‏ ‏بينهما‏,‏ووزعت‏ ‏أمانة‏ ‏هيئة‏ ‏التحرير‏ ‏كل‏ ‏الضباط‏ ‏المنضمين‏ ‏إليها‏ ‏علي‏ ‏بلاد‏ ‏القطر‏ ‏للدعاية‏ ‏للهيئة‏ ‏الجديدة‏ ‏متوخين‏ ‏أن‏ ‏يخصص‏ ‏كل‏ ‏منهم‏ ‏في‏ ‏بلدته‏ ‏أو‏ ‏محافظته‏ ‏برئاسة‏ ‏أحد‏ ‏أعضاء‏ ‏مجلس‏ ‏الثورة‏ ‏وبالاشتراك‏ ‏مع‏ ‏بعض‏ ‏الأعضاء‏ ‏المنتمين‏ ‏للهيئة‏,‏فكان‏ ‏نصيب‏ ‏القليوبية‏ ‏كمال‏ ‏الدين‏ ‏حسين‏,‏ونصيب‏ ‏الإسكندرية‏ ‏حسن‏ ‏إبراهيم‏ ‏وكان‏ ‏نصيب‏ ‏قنا‏ ‏حوالي‏ ‏اثني‏ ‏عشر‏ ‏ضابطا‏ ‏برئاسة‏ ‏أنور‏ ‏السادات‏,‏وكنت‏ ‏العضو‏ ‏المدني‏ ‏الوحيد‏ ‏في‏ ‏البعثة‏ ‏وهنا‏ ‏يكشف‏ ‏فكري‏ ‏عن‏ ‏بداية‏ ‏عمله‏ ‏السياسي‏ ‏مع‏ ‏رجال‏ ‏ثورة‏ ‏يوليو‏..‏وأعتقد‏ ‏أن‏ ‏اختياره‏ ‏للسفر‏ ‏إلي‏ ‏محافظة قنا كان‏ ‏اختيارا‏ ‏موفقا‏ ‏لرصيده‏ ‏وأسرته‏ ‏من‏ ‏شعبية‏ ‏كبيرة‏ ‏بين‏ ‏أولاد‏ ‏بلدتهم‏-‏قنا‏-‏
أما‏ ‏اختيار‏ ‏السادات‏ ‏ليرأس‏ ‏الوفد‏ ‏المسافر‏ ‏إلي‏ ‏قنا‏ ‏فقد‏ ‏كان‏ ‏أكثر‏ ‏توفيقا‏ ‏وذكاء‏ ‏فقد‏ ‏حرص‏ ‏السادات‏ -‏عضو‏ ‏مجلس‏ ‏الثورة‏ ‏الذي‏ ‏أذاع‏ ‏بصوته‏ ‏بيان‏ ‏قيام‏ ‏الثورة‏-‏أن‏ ‏يكون‏ ‏صديقهفكريقريبا‏ ‏منه‏ ‏ليستفيد‏ ‏من‏ ‏خبرته‏ ‏في‏ ‏العمل‏ ‏السياسي‏.‏
ذكريات الجوانب‏ ‏الإنسانية

‏** ‏تزوج‏ ‏فكري‏ ‏من‏ ‏ابنة‏ ‏عائلة‏ ‏برجوازية‏ ‏في‏ ‏أسيوط‏..‏جاءت‏ ‏معه‏ ‏إلي‏ ‏القاهرة‏ ‏لتشاركه‏ ‏حياته‏ ‏وتلعب‏ ‏دورا‏ ‏خفيا‏ ‏في‏ ‏نجاحه‏ ‏وشعبيته‏,‏فقد‏ ‏اتسمت‏ ‏بذكاء‏ ‏خارق‏ ‏وخفة‏ ‏دم‏ ‏فاكتسبت‏ ‏الزوجة‏ -‏وداد‏ ‏إسكندر‏ ‏مينا‏-‏تقدير‏ ‏كل‏ ‏أصدقائه‏ ‏ومريديه‏,‏وجعلت‏ ‏من‏ ‏البيت‏ ‏وجهة‏ ‏لكل‏ ‏معارفه‏ ‏وقاصديه‏ ‏تستقبلهم‏ ‏بترحاب‏..‏الغريب‏ ‏قبل‏ ‏القريب‏..‏والفقير‏ ‏مثل‏ ‏الغني‏..‏فتحول‏ ‏البيت‏ ‏بمنشية‏ ‏البكري‏ ‏إلي‏ ‏ملتقي‏ ‏سياسي‏,‏كما‏ ‏كان‏ ‏البيت‏ ‏في‏ ‏العجمي‏ ‏بالإسكندرية‏..‏وظل‏ ‏البيت‏ ‏مفتوحا‏ ‏عامرا‏ ‏حتي‏ ‏رحلت‏ ‏منذ‏ ‏عامين‏ ‏فحزن‏ ‏الزوج‏ ‏علي‏ ‏زوجته‏ ‏المخلصة‏ ‏التي‏ ‏ملأت‏ ‏حياته‏ ‏وحياة‏ ‏كل‏ ‏من‏ ‏حولهما‏ ‏بهجة‏ ‏وسعادة‏..‏
‏** ‏ويقول‏ لابن‏ ‏سامح ‏في‏ ‏بيتنا‏ ‏تعلمت‏ ‏وإخوتي‏ ‏قبول‏ ‏الآخر‏..‏كان‏ ‏أصدقاء‏ ‏وصديقات‏ ‏والدتي‏ ‏من‏ ‏كل‏ ‏ألوان‏ ‏الطيف‏,‏مصريين‏ ‏وفلسطينيين‏ ‏وأردنيين‏ ‏وشواما‏ ‏وأجريج‏ ‏وأرمن‏ ‏وطلاينة‏..‏لم‏ ‏نكن‏ ‏نسأل‏ ‏أو‏ ‏نعرف‏ ‏هذا‏ ‏مسلم‏ ‏أو‏ ‏ذاك‏ ‏مسيحي‏ ‏فلم‏ ‏يكن‏ ‏والدي‏ ‏يعرف‏ ‏للدين‏ ‏تفرقة‏..‏كان‏ ‏يقرأ‏ ‏في‏ ‏الإنجيل‏ ‏وفي‏ ‏القرآن‏ ‏أيضا‏,‏وكان‏ ‏يحفظ‏ ‏آيات‏ ‏من‏ ‏القرآن‏ ‏تماما‏ ‏كما‏ ‏يحفظ‏ ‏آيات‏ ‏من‏ ‏الإنجيل‏..‏وكانت‏ ‏ثقافته‏ ‏كلها‏ ‏ممزوجة‏ ‏في‏ ‏كوكتيل‏ ‏بين‏ ‏كل‏ ‏المعارف‏..‏حتي‏ ‏لغته‏ ‏كانت‏ ‏متنوعة‏ ‏يتكلم‏ ‏مع‏ ‏الفرنسيين‏ ‏بالفرنسية‏ ‏كأنه‏ ‏فرنسي‏ ‏ويتكلم‏ ‏مع‏ ‏أهل‏ ‏بلدته قنا ويكأنه‏ ‏لم‏ ‏يغادر‏ ‏قنا‏..‏ومنحه‏ ‏الله‏ ‏نعمتين‏..‏أعطاه‏ ‏نعمة‏ ‏القبول‏ ‏وكانت‏ ‏نعمة‏ ‏كبيرة‏ ‏أهم‏ ‏عنده‏ ‏من‏ ‏كل‏ ‏الأموال‏..‏والثانية‏ ‏كانت‏ ‏التذكر‏ ‏كان‏ ‏يتذكر‏,‏كل‏ ‏من‏ ‏يقابله‏ ‏ولو‏ ‏بعد‏ ‏سنوات‏,‏يناديه‏ ‏باسمه‏ ‏ويذكر‏ ‏له‏ ‏أسماء‏ ‏أولاده‏ ‏وعائلته‏ ‏ويسأل‏ ‏عن‏ ‏كل‏ ‏منهم‏ ‏بالاسم‏ ‏ويحكي‏ ‏معه‏ ‏بعض‏ ‏المواقف‏ ‏والأحداث‏ ‏له‏ ‏أو‏ ‏لأسرته‏..‏كانت‏ ‏له‏ ‏علاقة‏ ‏شخصية‏ ‏مع‏ ‏كل‏ ‏واحد‏ ‏يقابله‏,‏وهذا‏ ‏ما‏ ‏جعل‏ ‏منه‏ ‏برلمانيا‏ ‏ناجحا‏ ‏في‏ ‏مجلسي‏ ‏الشعب‏ ‏والشوري‏,‏كان‏ ‏يعرف‏ ‏كل‏ ‏عضو‏ ‏في‏ ‏المجلسين‏ ‏ودائرته‏ ‏وشياخته‏..‏وكان‏ ‏خدوما‏ ‏للجميع‏ ‏لايتردد‏ ‏للحظة‏ ‏في‏ ‏مساعدة‏ ‏سائل‏..‏وعاش‏ ‏حياة‏ ‏منظمة‏ ‏يعطي‏ ‏الرياضة‏ ‏ساعات‏ ‏كل‏ ‏يوم‏ ‏في‏ ‏نادي‏ ‏هليوبوليس‏,‏وكان‏ ‏رئيسا‏ ‏شرفيا‏ ‏للنادي‏ ‏حتي‏ ‏آخر‏ ‏يوم‏ ‏في‏ ‏حياته‏,‏ولاعب‏ ‏بريدج‏ ‏ممتازا‏,‏
ولهذا‏ ‏عاش‏ ‏لايشكو‏ ‏من‏ ‏مرض‏ ‏إلا‏ ‏منذ‏ ‏عامين‏ ‏بعد‏ ‏أن‏ ‏رحلت‏ ‏رفيقة‏ ‏حياته‏..‏بدأ‏ ‏قلبه‏ ‏يضعف‏,‏وأصابه‏ ‏فشل‏ ‏في‏ ‏البروستاتا‏ ‏وعاش‏ ‏السنتين‏ ‏الأخيرتين‏ ‏ما‏ ‏بين‏ ‏المنزل‏ ‏والمستشفي‏ ‏كل‏ ‏شهرين‏ ‏أو‏ ‏ثلاثة‏ ‏يقضي‏ ‏أسبوعا‏ ‏أو‏ ‏أكثر‏ ‏في‏ ‏العناية‏ ‏المركزة‏ ‏لضبط‏ ‏الأملاح‏ ‏والفيتامينات‏ ‏في‏ ‏جسده‏ ‏الذي‏ ‏أصابه‏ ‏الوهن‏ ‏ولكن‏ ‏بقيت‏ ‏ذاكرته‏ ‏يقظة‏ ‏حتي‏ ‏اللحظة‏ ‏الأخيرة‏ ‏حينما‏ ‏وافته‏ ‏المنية‏ ‏في‏ ‏يوم‏ ‏عيد‏ ‏ميلاده‏..‏بعد‏ ‏تسعين‏ ‏عاما‏ ‏من‏ ‏حياة‏ ‏عاشها‏ ‏في‏ ‏إيمان‏ ‏كامل‏ ‏يصلي‏ ‏ويصوم‏,‏لايعرفه‏ ‏إلا‏ ‏المقربون‏ ‏منه‏..‏فقد‏ ‏عاش‏ ‏يؤمن‏ ‏بالعلمانية‏ ‏ويفصل‏ ‏بين‏ ‏الدين‏ ‏والسياسة‏,
‏فظن‏ ‏الكثيرون‏ ‏أنه‏ ‏بعيد‏ ‏عن‏ ‏الكنيسة‏,‏ولكن‏ ‏في‏ ‏الحقيقة‏ ‏كانت‏ ‏علاقته‏ ‏بالرب‏ ‏قوية‏ ‏قريبة‏,‏وبرجال‏ ‏الكنيسة‏ ‏طيبة‏ ‏حميمة‏,‏وفي‏ ‏مرضه‏ ‏الأخير‏ ‏زاره‏ ‏قداسة‏ ‏البابا‏ ‏شنودة‏ ‏الثالث‏ ‏في‏ ‏المستشفي‏ ‏وصلي‏ ‏له‏..
مقاله  فى جريدة وطنى بعنوان"  فكري‏ ‏مكرم‏ ‏عبيد‏..‏مع‏ ‏الأبرار " - فيكتور سلامة - جريدة وطنى بتاريخ الأحد   26/2/2006م  العدد 2305
 
مصطفى بكرى استخدم SHIFT+ENTER لفتح القائمة (إطار جديد).
مواليد 16/5/1956 محافظة قنا - مصر
- حاصل على ليسانس آداب وتربية جامعة أسيوط
- حاصل على دبلوم الدراسات العليا فى النظم السياسية والقانونية والاقتصادية - جامعة الزقازيق.
- التحق بمنظمة الشباب الاشتراكى وانتخب عضواً باللجنة المركزية فى أوائل السبعينيات.
- كان واحدًا ممن أسسوا منبر اليسار فى عام 1976 وانتخب عضوًا بالأمانة العامة.
- عمل محرراً بمجلة 'المصور' - دار الهلال منذ عام 1982
- ترأس تحرير صحف 'مصر اليوم' عام 1989 - 'مصر الفتاة' عام 1990 - جريدة 'الأحرار' اليومية عام 1994.
- عمل مراسلاً بإذاعة مونت كارلو عام 1990.
- تم القبض عليه فى مظاهرات يناير 1977، وتم القبض عليه بسبب قيامه بقيادة مظاهرة عام 1980 ضد التطبيع مع إسرائيل ـ ألقى القبض عليه فى أحداث سبتمبر 1981 ـ ألقى القبض عليه فى قضية نشر عام 1994 ـ ألقى القبض عليه فى قضية نشر عام 2003.
- أصدر العديد من المؤلفات منها 'الإرهاب الصهيونى' ، 'معركة 1956' ، 'كلمات فى الزمن الصعب' ، 'فضفضة' ، (العراق 'المؤامرة - الخيانة - الاحتلال) ، 'لحظات فاصلة.. غزة - أريحا' ، 'الأوراق السرية' ، 'مخاطر السوق الشرق أوسطية' ، 'الفوضى الخلاقة أم الفوضى المدمرة' .. وغيرها من الكتب.
- حصل على العديد من الجوائز الصحفية والأوسمة المصرية والعربية.
- المنسق العام لمؤتمر 'مقاومة التطبيع مع العدو الصهيونى'.
- يتولى حالياً رئاسة تحرير صحيفة 'الأسبوع' ورئاسة مجلس الإدارة.
- عضو بمجلس الشعب المصرى.
- محاضر فى العديد من المنتديات المصرية والعربية معاً.
- حصل على العديد من جوائز التفوق من نقابة الصحفيين.
- اختاره المنتدى العربى فى بيروت شخصية العام لسنة 2004 واقيم له مهرجان احتفالى كبير حضرته الأحزاب والقوى اللبنانية والعربية.
 
مكرم عبيد استخدم SHIFT+ENTER لفتح القائمة (إطار جديد).

مكرم عبيد باشا (25 أكتوبر 1889 - 5 يونيو 1961) هو وزير مالية مصر الأسبق وأحد مفكري الأقباط في حقبة الخمسينات، وهو صاحب المقولة الشهير "نحن مسلمون وطناً ونصارى ديناً، اللهم اجعلنا نحن المسلمين لك، وللوطن انصارا.. اللهم اجعلنا نحن نصارى لك، وللوطن مسلمين". وهو الرجل الوحيد الذي شيع جنازة الشيخ الشهيد حسن البنا بجانب والده بعد أن منع البوليس السياسي آنذاك الرجال من المشاركة في الجنازة.
و كان مكرم عبيد باشا وفديا ومقربا من سعد زغلول باشا وعندما توفي سعد أصبح مكرم عبيد باشا سكرتيرا لحزب الوفد.
و تقلد مكرم عبيد باشا منصب وزير مالية مصر الأسبق كما وفديا ومقربا من سعد زغلول باشا ويغادر مكرم عبيد، دون أن يدعوه أحد، منصب سكرتير المستشار الإنجليزي لوزارة العدل لينضم للثورة. ليس هذا فحسب، بل انه عندما يختلف سعد مع عدلي يكن حول 'مشروع ملنر'، ينفض السبعة المسلمون من حول سعد ولايبقي معه متمسكا بالحق الوطني غير واصف غالي وسينوت حنا بك. وعندما ينذر سعد بضرورة ايقاف نشاطه أو النفي (7 ديسمبر 1921)، لايرفض الإنذار غير مصطفي النحاس وويصا واصف وسينوت حنا وواصف غالي ومكرم عبيد. لأن كان هذا ما سجله التاريخ، فإن شهود العيان أمثالي لم يروا منذ الاربعينات غير شعب واحد مناضل ضد القهر الاستعماري والظلم الطبقي. بهذه الوحدة الوطنية انتصرت ثورة يوليو وحققنا الجلاء لتردد سماوات مصر 'الله أكبر' وتدق أجراس الكنائس في ايقاع متجانس ويعم البلاد، من ساحل البحر الي اقصي الجنوب، شعار 'الدين للديان والوطن للجميع'. و عندما توفي سعد أصبح مكرم عبيد باشا سكرتيرا الذي كان يعرف كل صغيرة وكبيرة لحزب الوفد وأصبح مصطفي النحاس رئيس حزب الوفد الذي تزوج من زينب هانم وفارق السن بينهما كان إلي 33 سنة، ثم أزيح مكرم عبيد باشا وهو الشخصية ذات المكانة المهمة في حياة الوفد وسابقة على تجربة فؤاد سراج الدين، وبالرغم من أن يعود لمكرم عبيد في ضم فؤاد سراج الدين لحزب الوفد، ومع أن مكرم عبيد فضلا عن دوره كان رجلا متميزا ثقافيا عن غيره ومن بينهم فؤاد سراج الدين، وكان دور زينب هانم زوجة النحاس باشا كان أقوي من كل المميزات التي كانت لمكرم عبيد، وتمكنت من إزاحة مكرم عبيد من قيادة حزب الوفد.. كي يصبح الطريق ممهدا لفؤاد سراج الدين في خلافة النحاس، أسس بعد خلافه مع النحاس حزب الكتلة الوفدية كما ألف الكتاب الأسود.اتهم مكرم النحاس بالفساد واخذ الرشاوى من الناس وعدم مراعاة مصالح الشعب كما اعتقله النحاس باشا أثناء الحرب العالميه الثانيه ومن أبرز أقواله المأثورة قوله: "اللهم يا رب المسلمين والنصارى اجعلنا نحن المسلمين لك وللوطن أنصاراً، واجعلنا نحن نصارى لك، وللوطن مسلمين".
يُعد أشهر خطيب في التاريخ السياسي المصري الحديث. وُلد مكرم عبيد في 25 أكتوبر عام 1889 بمحافظة قنا، لعائلة من أشهر العائلات القبطية وأثراها، درس القانون في أكسفورد، وحصل على ما يعادل الدكتوراه في عام 1912.
في عام 1913 عمل سكرتيراً للوقائع المصرية، واُختير سكرتيراً خاصا للمستشار الانجليزي طوال مدة الحرب العالمية الأولى، ولكن بسبب كتابته رسالة في معارضة المستشار الانجليزي "برونيات" شارحاً فيها مطالب الأمة المصرية وحقوقها إزاء الانجليز، استغنوا عنه. فعُين أستاذاً في كلية الحقوق وظل بها عامين كاملين.
في عام 1919 انضم إلى حزب الوفد وعمل في مجال الترجمة والدعاية في الخارج ضد الحكم والاحتلال الانجليزي وكان له دعاية نشطة في انجلترا وفرنسا وألمانيا، ولما نُقي سعد زغلول ثار مكرم عبيد وقام بإلقاء الخطب والمقالات مما تسبب في القبض عليه ونفيه.
في عام 1928 عندما‏ ‏شكل‏ ‏النحاس‏ ‏وزارته‏ ‏عين‏ ‏مكرم‏ ‏وزيراً‏ ‏للمواصلات‏، وفي عام 1935 أصبح سكرتير عام الوفد فكان من ابرز أعضاء الحزب والجبهة الوطنية شعبية وحظوة لدى الشعب. وبعد معاهدة 1936 عُين مكرم عبيد وزيراً للمالية، وشارك في الوزارات الثلاثة التي تشكلت برئاسة كل من أحمد ماهر والنقراشي في عام 1946.
عمل بالمحاماة، وكان محامياً ناجحاً، ونذر وقته كله للدفاع عن المقبوض عليهم في تهم سياسية، ولا زالت أصداء مرافعاته معروفة في تاريخ المحاماة في مصر حيث كان يعتمد في دفاعه على التحليل المنطقي لدوافع الجريمة، وقد اُختير نقيباً للمحامين ثلاث مرات وكان هو الذي قام بالدفاع عن عباس العقاد حين اتهم بالسب في الذات الملكية.
يُعد مكرم عبيد هو صاحب فكرة النقابات العمالية وتكوينها، والواضع الأول لكادر العمال في مصر، وتوفير التأمين الاجتماعي لهم، وواضع نظام التسليف العقاري الوطني، كما أنه صاحب الأخذ بنظام الضريبة التصاعدية للدخل.
ومن أبرز أقواله المأثورة قوله: "إن مصر ليس وطناً نعيش فيه بل وطناً يعيش فينا" و"اللهم يا رب المسلمين والنصارى اجعلنا نحن المسلمين لك وللوطن أنصاراً، واجعلنا نحن نصارى لك، وللوطن مسلمين".
توفى في 5 يونيه 1959.

 

نادية مكرم عبيداستخدم SHIFT+ENTER لفتح القائمة (إطار جديد).
 
نادية مكرم عبيدأول وزيرة للبيئة في مصر
تنتمي الى عائلة مكرم عبيد التي كان لها دور بارز في الحركة السياسية والوطنية المصرية، فهي ابنة أخ مكرم عبيد احد قيادات حزب الوفد القديم، تدرجت في عدة مناصب حتى تولت منصب وزيرة الدولة لشؤون البيئة بين عامي 1997 و2001.
هى نادية مكرم عبيد أول وزيرة للبيئة في مصر عام 1997 لمدة خمس سنوات، عينت ممثلا لأمين الجامعة العربية في السودان ؛ بدأت حياتها العملية بتولي مسؤوليات إدارة وحدة متابعة البرامج، ببرنامج الأمم المتحدة للتنمية.
 وفي عام 1979 شغلت منصب مديرة قطاع الزراعة والمياه والبيئة، ثم مارست العمل الأكاديمي حيث عملت أستاذاً مساعداً بجامعة أحمد أبيللو بنيجيريا، ثم عادت مرة أخرى للعمل بالأمم المتحدة حيث تولت رئاسة إدارة تعبئة الموارد.
في مارس 1992 شغلت منصباً دبلوماسياً دولياً حيث تولت رئاسة وحدة الموارد البشرية والتنمية المتواصلة بالمكتب الإقليمي لمنطقة الشرق الأدنى بمنظمة الأغذية والزراعة، وقد كان لها دور بارز في تأسيس العديد من المراكز المتخصصة في مجال التنمية المتواصلة، وذلك بالتعاون مع أكثر من 36 دولة، كما رأست وشاركت في العديد من المؤتمرات الدولية والندوات الوطنية والإقليمية.
تولت رئاسة مجلس بحوث البيئة والتنمية بأكاديمية البحث العلمي، كذلك اللجنة الفرعية الثالثة للتنمية المتواصلة والبيئة في إطار مبادرة مبارك/ آل جور، كما رأست العديد من الوفود المصرية في المحافل البيئية الدولية مثل قمتي كيوتو، وبيونس أيرس، لتغير المناخ على المستويين العربي والإفريقي.
تشغل حالياً منصب نائب رئيس المكتب التنفيذي لمجلس الوزراء العرب المسؤولين عن شؤون البيئة، وقد رأست الدورة الثامنة لمجلس وزراء البيئة الأفارقة.
وهي من المسجلين في الموسوعات العالمية التي يسجل فيها أسماء المشاهير في Who s Who أدرج اسمها في موسوعة العالم وسيرتهم الذاتية.
حازت أكثر من 20 جائزة تقديرية في مجالات البيئة والتنمية، ومنحت مؤخراً عضوية المعهد الدولي للتشريعات البيئية بالولايات المتحدة الأمريكية وهو من أكبر المعاهد الدولية، كما نالت الرئاسة الشرفية للمركز العربي للدراسات البيئية.
حازت شهادة تقدير من جامعة بيركللي وهي من كبرى الجامعات الشامخة والعريقة في الولايات المتحدة. كما حصلت على جائزة منظمة الصحة العالمية لعام 2000 لعالم متحرر من التبغ لدورها المتميز في مكافحة التدخين .
تشغل منصب المدير التنفيذي لمركز البيئة والتنمية في العالم العربي وأوروبا،  وكانت أول سيدة تتبوأ هذا المنصب في العالم العربي، انضمت إلي المكتب الاقليمى لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة في الشرق الأدنى كمسئول تنموي أول في التنمية عام 1992، واستمرت في منصبها الدبلوماسي حتى 1997 ، وعملت لأكثر من 20 عاماً مع البرنامج الانمائى للأمم المتحدة حتى عينت مسئولة عن التنمية المستدامة ؛ قامت بإطلاق عدد من المبادرات قائمة علي مبادئ البيئة والتنمية الاقتصادية المجتمعية ؛ ولها  نشاطات أكاديمية عديدة .
الجمعية الوطنية للدفاع عن الحقوق والحريات ترى أن الدكتورة نادية مكرم عبيد سيدة إقتحمت المواقع الصعبة ؛ جسدت في شخصيتها النشطة النموذج الحقيقي للوزيرة المسئولة التي أحبت عملها
 
 
عبدالرحمن الأبنودي استخدم SHIFT+ENTER لفتح القائمة (إطار جديد).
عبدالرحمن الأبنودي شاعر شعبي مصري ، ولد في قرية أبنود في محافظة قنا في صعيد مصر عام 1938 ، و يعدّ من أشهر شعراء الشعر العامي.في العالم العربي شهدت معه وعلى يديه القصيدة العامية مرحلة انتقالية مهمة في تاريخها متزوج من مذيعه مصرية وهي نهال كمال ومن اشهر ما كتب السيرة الهلالية التي جمعها من شعراء الصعيد ، دور الأبنودي يتمثل في جمع بعض نصوص الهلالية ، وقد استغرقه جمعها أكثر من 14 سنة، وجمع حوالي مليون بيت من الشعر الشعبي
كتب أغاني للعديد من المطربين ، ومن أشهر أغانيه :
عبد الحليم حافظ : المسيح ، عدى النهار ، أحلف بسماها وبترابها ، إبنك يقولك يا بطل ، أنا كل ما أقول التوبة ، الهوى هوايا ، وغيرها من أهم أغاني عبد الحليم حافظ .
محمد رشدي : تحت الشجر يا وهيبة ، عدوية ، وغيرهما .
فايزة أحمد : يامّا القمر ع الباب ، يمّا يا هوايا يمّا .
نجاة الصغيرة : عيون القلب .
شادية : آه يا اسمراني اللون .
صباح : ساعات ساعات .
وردة الجزائرية : طبعًا أحباب .
ٌٌٌُمحمد منير : شوكولاتة ، كل الحاجات بتفكرني ، من حبك مش بريء ، برة الشبابيك ، الليلة ديا.
مؤلفاته :
  الأرض والعيال، القاهرة، الهيئة العامة للكتاب - شعر 1975 الطبعة الثانية
  الزحمة - شعر مطبعة قاصد - 1967
  عماليات ، المؤلف، شعر، 1968
  جوابات حراجي القط، المطبعة المصرية، 1969 ، رسائل شعرية
  الفصول، مطبعة عبده وأنور أحمد، شعر - 1970
  أحمد سماعين سيرة إنسان، مكتبة مدبولي، القاهرة، 1972 رواية شعرية
  وجوه على الشط، الهيئة المصرية، 1975، قصيدة طويلة
  سيرة بني هلال، الهيئة المصرية، 1978 دراسة صدرت بالفرنسية عن دار النشر نفسها
  المشروع والممنوع، بيروت ، دار الآداب، 1979 ، شعر
  الجزر والمد، بيروت 1981، قصيدة طويلة
  موت خيال المقاتة، 1985 ، شعر بالعربية والفرنسية
  صمت الجرس، القاهرة ، مكتبة مدبولي 1978، ط2
  الموت على الأسفلت، المركز المصري العربي، 1988 - شعر
  الاستعمار العربي، الرابطة للعمل الشعبي، 1991 ط 2
  أنا والناس، مكتبة مدبولي، شعر ، 1973
  بعد التحية والسلام، القاهرة، دار الشعب، 1975ـ شغر
صدر عن المؤلف
  الحوادث في 15 يناير 1988 ، مقابلة أسباب صمت الشاعر لمدة خمس سنوات
  الكفاح العربي، 22 يناير 1990
  لقاءات مع العديد من الفضائيات العربية عمل مذيعا في بداية حياته في القاهرة ، اقام مدة سنة في تونس و3 شهور في السودان وشهرا في قطر وسافر إلى ألمانيا الشرقية وإنجلترا، وفرنسا.
كتب أغاني العديد من المسلسلات ، منها : ( أبو العلا البشري ) ، ( النديم ) ، وكتب سيناريو وحوار فيلم ( شيء من الخوف ) ، وحوار فيلم ( الطوق والإسورة ) وكتب أغاني فيلم (البريء)
و من أشهر كتبه كتاب (أيامي الحلوة) و الذي كان ينشر في ملحق أيامنا الحلوة بجريدة الأهرام في حلقات منفصلة تم جمعهم في هذا الكتاب بأجزائه الثلاث ، و فيه يحكي الأبنودي قصصاً وأحداثاً مختلفة من حياته في صعيد مصر ، و في الكتاب تظهر علاقة الأبنودي بالشاعر المصري أمل دنقل صديق طفولته .
الشاعر امل دنقلاستخدم SHIFT+ENTER لفتح القائمة (إطار جديد).
امل دنقل هو شاعر مصري مشهور قومي عربي، ولد في عام 1940 بقرية القلعة، مركز قفط بمحافظة قنا في صعيد مصر. وتوفي في 21 مايو عام 1983م عن عمر 43 سنة. زوجته هي الصحفية عبلة الرويني.
هو محمد أمل فهيم أبو القسام محارب دنقل. ولد أمل دنقل عام 1940م بقرية القلعة ،مركز قفط على مسافة قريبة من مدينة قنا في صعيد مصر، وقد كان والده عالماً من علماء الأزهر الشريف مما أثر في شخصية أمل دنقل وقصائده بشكل واضح.
سمي أمل دنقل بهذا الاسم لانه ولد بنفس السنة التي حصل فيها والده على اجازة العالمية فسماه باسم أمل تيمنا بالنجاح الذي حققه (واسم أمل شائع بالنسبة للبنات في مصر).
أثر والد أمل دنقل عليه
كما ذكرنا بالأعلى كان والده عالماً في الأزهر الشريف وكان هو من ورث عنه أمل دنقل موهبة الشعر فقد كان يكتب الشعر العمودي، وأيضاً كان يمتلك مكتبة ضخمة تضم كتب الفقه والشريعة والتفسير وذخائر التراث العربي مما أثر كثيراً في أمل دنقل وساهم في تكوين اللبنة الأولى للأديب أمل دنقل. فقد أمل دنقل والده وهو في العاشرة من عمره مما أثر عليه كثيراً واكسبه مسحة من الحزن تجدها في كل أشعاره.
حياة امل دنقل
رحل أمل دنقل إلى القاهرة بعد أن أنهى دراسته الثانوية في قنا وفي القاهرة التحق بكلية الآداب ولكنه إنقطع عن الدراسة منذ العام الأول لكي يعمل.
عمل أمل دنقل موظفاً بمحكمة قنا وجمارك السويس والإسكندرية ثم بعد ذلك موظفاً في منظمة التضامن الأفروآسيوي، ولكنه كان دائماً ما يترك العمل وينصرف إلى كتابة الشعر. كمعظم أهل الصعيد، شعر أمل دنقل بالصدمة عند نزوله إلى القاهرة أول مرة، وأثر هذا عليه كثيراً في أشعاره ويظهر هذا واضحاً في اشعاره الأولى.
مخالفاً لمعظم المدارس الشعرية في الخمسينيات إستوحى أمل دنقل قصائده من رموز التراث العربي، وقد كان السائد في هذا الوقت التأثر بالميثولوجيا الغربية عامة واليونانية خاصة. عاصر امل دنقل عصر أحلام العروبة والثورة المصرية مما ساهم في تشكيل نفسيته وقد صدم ككل المصريين بانكسار مصر في عام 1967 وعبر عن صدمته في رائعته "البكاء بين يدي زرقاء اليمامة" ومجموعته "تعليق على ما حدث ".
شاهد أمل دنقل بعينيه النصر وضياعه وصرخ مع كل من صرخوا ضد معاهدة السلام، ووقتها أطلق رائعته "لا تصالح" والتي عبر فيها عن كل ما جال بخاطر كل المصريين، ونجد أيضاً تأثير تلك المعاهدة وأحداث شهر يناير عام 1977م واضحاً في مجموعته "العهد الآتي". كان موقف أمل دنقل من عملية السلام سبباً في اصطدامه في الكثير من المرات بالسلطات المصرية وخاصة ان أشعاره كانت تقال في المظاهرات على ألسن الآلاف.
عبر أمل دنقل عن مصر وصعيدها وناسها، ونجد هذا واضحاً في قصيدته "الجنوبي" في آخر مجموعة شعرية له "أوراق الغرفة 8"، حيث عرف القارئ العربي شعره من خلال ديوانه الأول "البكاء بين يدي زرقاء اليمامة" الصادر عام 1969 الذي جسد فيه إحساس الإنسان العربي بنكسة 1967 وأكد ارتباطه العميق بوعي القارئ ووجدانه.
صدرت له ست مجموعات شعرية هي:
البكاء بين يدي زرقاء اليمامة - بيروت 1969.
تعليق على ما حدث - بيروت 1971.
مقتل القمر - بيروت 1974.
العهد الآتي - بيروت 1975.
أقوال جديدة عن حرب بسوس - القاهرة 1983.
أوراق الغرفة 8 - القاهرة 1983.
مرضه الأخير
أصيب امل دنقل بالسرطان وعانى منه لمدة تقرب من ثلاث سنوات وتتضح معاناته مع المرض في مجموعته "اوراق الغرفة 8" وهو رقم غرفته في المعهد القومي للأورام والذي قضى فيه ما يقارب ال 4 سنوات، وقد عبرت قصيدته السرير عن آخر لحظاته ومعاناته، وهناك أيضاً قصيدته "ضد من" التي تتناول هذا الجانب، والجدير بالذكر أن آخر قصيدة كتبها دنقل هي "الجنوبي".
لم يستطع المرض أن يوقف أمل دنقل عن الشعر حتى قال عنه احمد عبد المعطي حجازي ((انه صراع بين متكافئين، الموت والشعر)).
رحل أمل دنقل عن دنيانا في 21 مايو عام 1983م لتنتهي معاناته في دنيانا مع كل شيء. كانت آخر لحظاته في الحياة برفقة د.جابر عصفور وعبد الرحمن الأبنودي صديق عمره، مستمعاً إلى إحدى الأغاني الصعيدية القديمة، أراد أن تتم دفنته على نفقته لكن أهله تكفلوا بها.
مؤلفات عن أمل دنقل
حسن الغرفي ـ أمل دنقل: عن التجربة والموقف ـ مطابع إفريقيا الشرق، الدار البيضاء 1985.
السماح عبد الله – مختارات من شعر أمل دنقل – مكتبة الأسرة، القاهرة 2005
عبلة الرويني ـ الجنوبي: أمل دنقل ـ مكتبة مدبولي ـ القاهرة 1985.
جابر قميحة ـ التراث الإنساني في شعر أمل دنقل ـ هجر للطباعة والنشر والتوزيع والإعلان ـ القاهرة 1987.
سيد البحراوي ـ في البحث عن لؤلؤة المستحيل ـ سلسلة "الكتاب الجديد" ـ دار الفكر الجديد ـ بيروت 1988.
نسيم مجلي – أمل دنقل أمير شعراء الرفض، كتاب المواهب القاهرة 1986
عبد السلام المساوي ـ البنيات الدالة في شعر أمل دنقل ـ منشورات اتحاد الكتاب العرب ـ دمشق 1994.
عِمْ صباحاً أيها الصَّقر المجنَّح: دراسة في شعر أمل دنقل، حلمي سالم.
 
الاذاعي فهمي عمراستخدم SHIFT+ENTER لفتح القائمة (إطار جديد).
فهمي عمر‏,‏ أو الخال كما يحلو لعشاقه وأصدقائه وتلاميذه أن ينادوه‏,‏ ويطرب هو لهذه الصفة لأنها تربطه بجذور النشأة والثقافة والأهل‏,‏ ولما لا‏..‏ وهو أول وأشهر صعيدي عرفه ميكروفون الإذاعة‏..وهو من الرواد أصحاب الأيادي البيضاء علي الإذاعة‏,‏ منهل العلم والثقافة الأول وإنما تتحدث عن الأساتذة والرواد‏,‏ وعن الدور البارز للإذاعة عبر تاريخها‏,‏ حياته الأولي هناك في قرية الرئيسية مركز نجع حمادي محافظة قنا‏,‏ حيث الصعيد الجواني وحيث الطفولة التي عاني خلالها كثيرا في سبيل تحصيل العلم بعد أن ألحقه أبوه بمدرسة دشنا الابتدائية التي تبعد‏20‏ كم جنوب قريته‏,‏ وكانت وسيلة المواصلات بينهما الرفاص ـ مركب نيلية تدار بالبخار تقطع المسافة في نحو الساعة ونصف الساعة ـ واستمرت الحال أربع سنوات من الاغتراب عن الأهل والعزوة‏,‏ لعبت هذه السنوت دورا بارزا في رسم شخصية الخال فهمي‏,‏ وأول ملامح هذه الشخصية تحمل المسئولية مهما كان ثقلها‏.‏
وبعد المرحلة الابتدائية انتقل إلي المرحلة الثانوية في قنا بعد إصرار والده علي استكمال تعليمه علي عكس ما كان سائدا في تلك الأيام من امتهان الأبناء بمهنة آبائهم‏,‏ ومساعدتهم في أعمال الزراعة واعتبر الخال فهمي عمر المرحلة الثانوية بمثابة النقلة الحضارية‏,‏ فقنا غير دشنا فهي مدينة عامرة بها الكهرباء ووابور المياه الذي يمد المنازل‏,‏ ومدرسة فاخرة زاخرة بالملاعب والمعامل ومسرح كبير به بيانو لمن يريد أن يتعلم العزف الموسيقي‏,‏ وفي قنا أيضا سينما تعرض فيها أفلام عبدالوهاب وأم كلثوم وحسين صدقي وأنور وجدي ويوسف وهبي‏,‏ فسر الخال بقنا وبإمكاناتها وخصوصا السينما التي اعتاد الذهاب إليها كل ليلة حتي إنه كان يشاهد العرض الواحد خمس مرات أسبوعيا‏.‏
وفي قنا أيضا تعلق الخال فهمي بكرة القدم التي عرفها وتابع فريق مدرسته وهو يلاعب فرقا إنجليزية في صحراء قنا الشرقية الممتدة حتي الغردقة‏,‏ وانضم إلي فريق التمثيل في مسرحية مجنون ليلي لأمير الشعراء أحمد شوقي تحت إشراف عثمان أباظة مفتش التمثيل في وزارة المعارف آنذاك‏..‏ وجاءت المرحلة الجامعية بعد النجاح والتفوق في الثانوية‏,‏ واقترح الأهل كلية الحقوق كلية الوزراء ورجال القضاء أملا في أن يكون ابنهم وكيلا للنائب‏,‏ العام‏,‏ ثم قاضيا وانتقل عام‏1945‏ من قنا إلي الإسكندرية بعد أن تنازل عن حلمه الأول بالالتحاق بالمعهد العالي للكيمياء الصناعية ليعود بعدها ينقب عن كنوز الأرض في صحراء قنا الشرقية والبحر الأحمر‏,‏ لكنه نزل علي رغبة أسرته واتجه إلي الحقوق ومدينة الإسكندرية التي يقول عنها إذا كانت دار السينما في مدينة قنا قد خلبت عقلي‏,‏ فإن مدينة الإسكندرية جعلتني في حالة انعدام الوزن‏,‏ فقد جئتها من مجتمع مغلق لا تخرج فيه المرأة إلي الشارع إلا ملتحفة ببردتها السوداء‏,‏ ولا يظهر من ملامحها شيء حتي عيونها تغطيها البردة‏,‏ إلي مجتمع مفتوح حيث المرأة تعوم في بحر المدينة بالبكيني‏.‏
وفي الإسكندرية عشق كرة القدم ووقع في حب الاتحاد السكندري الذي كان يجاور كلية الحقوق بالشاطبي‏..‏ كنت ألمح جماهير حول مداخل مدرجات النادي‏,‏ وعرفت أن هناك مباراة كرة قدم سيلعبها الاتحاد والأوليمبي وهما في الإسكندرية مثل الأهلي والزمالك‏,‏ وكان إن اشتريت تذكرة لدخول الدرجة الثالثة بمبلغ خمسة قروش‏,‏ ومنذ ذلك اليوم أصبح الاتحاد السكندري يشكل حيزا في تفكيري وأصبحت مشاهدة مبارياته إدمانا بالنسبة لي وتضاعف هذا الإدمان بعد أن دخلت مباريات الدوري العام إلي ميدان الكرة المصرية عام‏48‏ وأصبحت أشاهد مباريات الاتحاد ضد الأهلي والزمالك والترسانة المصري والإسماعيلي وغيرها من أندية مصر‏,‏ ومن أسرار مشواره مع الكرة‏:‏ يذكر الخال فهمي رحلته الأولي مرافقا لفريق كروي عندما اشترك في رحلة نظمها نادي الاتحاد لجمهوره إلي القاهرة بقيمة خمسون قرشا تشمل تذكرة السفر بالقطار والعودة ودخول المباراة التي جمعت الاتحاد وفاروق ـ الزمالك حاليا ـ علي كأس الملك فاروق عام‏1948,‏ ويومها فاز الاتحاد‏2/1‏ وكان الزمالك يضم يحيي إمام وعبدالكريم صقر والجندي وحنفي بسطان وغيرهم‏,‏ أما الاتحاد فقدم للكرة المصرية لاعبا رائعا بزع نجمه يومها هو دياب العطار الشهير بالديبة الذي أحرز هدف الفوز وكان عمره‏19‏ عاما فقط وعدنا إلي الإسكندرية واحتفلنا بالفوز وسهرنا حتي الصباح‏.‏
وجاء التخرج صيف عام‏49,‏ وبدأت محاولات العائلة لإلحاق الخال فهمي بسلك النيابة العامة‏,‏ وانتظرت العائلة الانتخابات النيابية أملا في فوز حزب الوفد بأغلبيتها كالعادة وقتها‏,‏ وكان ابنا عم والد الخال فهمي عضوين في مجلس الشيوخ ومجلس الأمة عن الوفد‏,‏ وجاء يناير‏1950‏ وأجريت الانتخابات وفاز الوفد بالاكتساح‏,‏ وسافر الخال فهمي إلي القاهرة‏..‏ سافرت إلي القاهرة لأكون قريبا من دائرة صنع قرار تعييني في النيابة العامة‏..‏ ومرت شهور يناير وفبراير ومارس من تلك السنة دون أن تظهر بادرة إيجابية واحدة تبشر بقرب التحاقي بالنيابة العامة إلي أن تطرق اليأس إلي قلبي‏..‏
في تلك الأثناء كان الخال فهمي يتدرب في مكتب الدكتور محمد صالح المحامي وأستاذ القانون التجاري وعميد الحقوق الأسبق‏,‏ بوساطة من أبو الفتوح طلبة صقر‏,‏ صديق أحد أقارب الخال وصهر الدكتور صالح‏.‏
ولعب القدر لعبته في تغيير مجري حياة الخال فهمي من النيابة إلي الإذاعة‏..‏ وفي أحد الأيام وأنا جالس مع الدكتور صالح في مكتبه قال لي‏:‏ ما رأيك لو عملت مذيعا بالإذاعة المصرية‏,‏ فقد أعلنت الإذاعة في الصحف عن فتح باب التقدم للعمل بها‏,‏ وهي تطلب مذيعين ومحرري أخبار ومقدمي برامج‏..‏ لماذا لا تتقدم ويمكن إذا ما قدر لك العمل بالإذاعة أن تستقيل‏.‏ إذا ما جاءتك وظيفة وكيل نيابة وكانت كل الوظائف الأخرى تطوف بذهني في حال لم أدخل سلك النيابة‏,‏ إلا حكاية الإذاعة هذه إنه شيء كان بعيدا كل البعد عن خواطري وتطلعاتي وقبل أن أرد عليه بالقبول أو النفي سحب ورقة بيضاء وألصق عليها ورقة تمغة وكتب بخط يده طلب تقدمي لاختبارات الإذاعة‏,‏ وجعلني أوقع علي الطلب واستدعي سكرتير مكتبه وأعطاه الطلب قائلا له‏:‏ اذهب وسلم هذا الطلب‏45‏ شارع أحمد عبدالعزيز المتفرع من شارع شريف باشا أمام عمارة اللواء‏,‏ حيث إدارة شئون العاملين بالإذاعة المصرية‏,‏ وبعد أيام قليلة جاءني خطاب بالبريد يطلبني للاختبار الذي اجتزته وعينت بالإذاعة لكن مع إيقاف التنفيذ‏.‏
ولم يكن الخال فهمي عمر الذي تقدم مصادفة للعمل مذيعا ولاقي القبول يدري أن العمل في الإذاعة يتطلب وهو المفوه حديثا‏,‏ المتمكن من قواعد اللغة العربية‏,‏ ومخارج ألفاظه سليمة وحنجرته قوية وكلها مواصفات المذيع الناجح‏,‏ أن يتنكر للكنته الصعيدية ولأنه لم يكن متقبلا وهو الصعيدي الأصيل فكرة التنكر للهجته متسائلا‏:‏ مالها اللهجة الصعيدية؟ إيه عيبها؟‏..‏ تقرر أن يلتحق بالعمل قائما بالتسجيلات خارج الهواء‏,‏ ولعب القدر دورا بارزا في الاستفادة من هذه المهمة التي استمرت‏15‏ شهرا‏,‏ تعرف خلالها المذيع الجديد إلي نخب المجتمع المصري الثقافية والفنية والدينية‏..‏ لكن الناس لا تعرفه‏,‏ لذا قرر أن يخوض أكثر من اختبار لهجة حتي كان المراد من رب العباد وجلس ثلاثة أسابيع مصاحبا لأحد الزملاء الأقدم دون أن ينبت ببنت شفة‏,‏ إلي أن أخبره الأستاذ علي الراعي كبير المذيعين بأنه سيقرأ نشرة الأخبار لينطلق صوته لأول مرة في أغسطس‏..51‏ هذه نشرة الأخبار يقرؤها عليكم فهمي عمر وكانت سعادة الأهل في الصعيد بلا حدود عندما التفوا حول الراديو ليستمعوا إلي صوت ابنهم لأول مرة عبر المذياع لينسي الجميع حكاية النيابة‏.‏
ويتذكر الخال فهمي الأيام الجميلة التي شهدت بداية عمله في الإذاعة‏..‏ لم يكن مسموحا لمذيع أن يخطئ ومن يخطئ يرفع من جدول المذيعين أسبوعا أو اثنين ليتدرب علي أصول اللغة‏,‏ لكن لم يكن مسموحا أن تدخل الاستوديو بالقميص والبنطلون فقط بل لابد من ارتداء الزي الكامل وتربط الكرافتة وتضع الطربوش علي رأسك‏,‏ وكان أستاذنا حافظ عبدالوهاب يقول لنا‏:‏ إن المستمع أذكي من المذيع‏,‏ فلا تجعل المستمع يحس أنك لم تحلق ذقنك أو تهذب شعر رأسك ولا تجعله يحس أن حذاءك غير لامع‏..‏ وقلنا له كيف هذا يا أستاذ؟ فقال إذا لم تؤد عملك بنشاط وحيوية‏,‏ وإذا لم تكن قد راجعت نشرة الأخبار مثني وثلاث‏,‏ وضبطت وقفاتك وأحسنت تشكيل الكلمات‏,‏ فأنت مذيع مبهدل في ملبسك ولست علي سنجة عشرة كما يقول‏.‏
ومن الإذاعة تعلم الخال فهمي الانضباط في المواعيد وهي صفة حميدة تلازمه حتي الآن في كل مواعيده‏,‏ فهو منضبط كساعة بج بن‏.‏ ويتذكر الخال فهمي جيل الأساتذة العظام الذين تتلمذ علي أيديهم وعاش بينهم وعمل معهم‏,‏ مثل عبدالوهاب يوسف وبابا شارو وعلي الراعي وأنور المشري وعلي خليل والسيد بدير وصفية المهندس وعبدالحميد الحديدي وحسني الحديدي وحافظ عبدالوهاب‏,‏ وهو لا ينسي أن أنور المشري اصطحبه معه إلي الإسكندرية ليكون المذيع المساعد في تقديم المعلقين الرياضيين وتسجيل صور إذاعية عن فاعليات دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط الأولي عام‏51,‏ كيف كان يوجهه عبدالحميد يونس لتكون مخارج ألفاظه سليمة في حروف السين والثاء والكاف والقاف‏,‏ وكيف كان عبدالحميد الحديدي شديد الجدية في العمل وعلي خليل شديد الأناقة في ملبسه ممشوق القوام‏.‏ وسارت الأيام في مشوار حياة الخال فهمي المهنية في طريقها المرسوم‏,‏ وعايش توحد إدارات الإذاعة في مبني الشريفين عندما قررت حكومة الوفد ذلك عام‏51,‏ وشهد إشراقة ثورة يوليو المجيدة وكان المذيع الأول الذي قدم الرئيس الراحل أنور السادات ليلقي بيان الثورة الأول‏,‏ ومنذ ذلك الحين تعرف إلي الرئيس السادات الذي كان يقرن اسمه أو يسبقه بلقب المذيع الصعيدي‏,‏ وهذا اللقب التصق بالخال حتي صار جزءا منه بعدما كتب عنه جليل البنداري في آخر ساعة‏,‏ وتعرفت إليه أم كلثوم مصادفة في الاستوديو وقدمه لها ابن اختها محمود دسوقي قائلا المذيع الصعيدي فردت بخفة دم يعني اللي يسلم عليه يقوله صعيده‏.‏
ويعتز الإذاعي الكبير فهمي عمر ببرامجه التي قدمها علي الهواء عبر أثير الإذاعة‏,‏ ومنها ساعة لقلبك ومجلة الهواء اللذان تركا أثرا في عقول كل المستمعين يحنون إليهما حتي الآن‏,‏ لكنه يذكر بالعرفان أيضا مدير الإذاعة محمد أمين حماد الذي وافق له علي فكرة تقديم برنامج رياضي هو الأول من نوعه وأسميته الرياضة في أسبوع ووافق علي فكرة التعليق علي مباريات الدوري العام والذي استمر حتي عام‏82,‏ وحقق برنامج التعليق علي مباريات الدوري‏,‏ الذي كان يذاع لمدة خمس دقائق فقط فرقعة في الوسط الرياضي‏,‏ وأصبح له مراسلون منتشرون في محافظات مصر أصبحوا نجوما معروفة وأصبح في مكتبه‏,‏ خط تليفون به خاصية الترنك‏,‏ ومن خلال الرياضة صاحب الفرق الرياضية في الدورات الأوليمبية‏,‏ وبلغ رصيده منها‏6‏ دورات وضعته في صدارة الإعلاميين العالميين المتابعين للدورات الأوليمبية‏,‏ وكان شاهد عيان علي أحداث دورة ميونيخ الأوليمبية‏74‏ وبطولات كأس الأمم الإفريقية منذ انطلاقتها عام‏57‏ في السودان‏,‏ والدورات العربية والمتوسطية والإفريقية حتي أصبح للرياضة إذاعة خاصة تبث برامجها اليوم كله‏.‏ ومكن العمل الإذاعي الخال فهمي عمر من عقد صداقات قوية مع النجوم الكبار‏,‏ أم كلثوم وعبدالحليم حافظ وشادية‏,‏ وكانت علاقة الخال مع الإذاعي الفني الشهير حسن إمام عمر سبب تعرفه بأهل الفن‏.‏
وفي كتابه نصف قرن مع الميكروفون يتذكر الخال فهمي عمر قطار الرحمة المتجه إلي الصعيد لجمع التبرعات المادية لأهل فلسطين بعد‏48,‏ وزيارته الأولي للأردن عام‏54‏ مع وزير الإرشاد القومي صلاح سالم‏,‏ ولقاءه هناك مع الملك حسين وزيارته لطولكرم وجنين ونابلس وقليقيلية والقدس‏,‏ التي أدي في مسجدها صلاة الجمعة‏,‏ ويتعرض الخال فهمي لمذبحة الإذاعة والتليفزيون عام‏71‏ وبالتحديد في شهر مايو‏,‏ وكان أحد ضحاياها الإذاعي الكبير جلال معوض الذي أحيل إلي التقاعد‏,‏ وهو ما أصاب الخال فهمي عمر بحزن شديد لما لجلال معوض من مكانة كبيرة‏,‏ فهو حسب تعبير الخال فهمي جلال معوض كان ألمعنا جميعا‏,‏ وكان النجم العالي في سماء الميكروفون‏,‏ وصاحب شعبية جارفة لدي المتلقين‏,‏ ويقارن الإذاعي الكبير فهمي عمر بين التغطية الإذاعية التي كانت في حربي‏67‏ و‏73‏ فيري أن الزعيق كان لغة الأولي والصوت الهادئ كان في الثانية‏.‏
وتستعرض فصول مشوار فهمي عمر الإذاعي الذي يمتد لنحو خمسين عاما أسماء أساتذة كبار أفرد لهم فصولا كاملة مثل عبدالحميد الحديدي والمأمون أبو شوشة وأحمد كمال أبو المجد‏,‏ وطاهر أبو زيد وصفية المهندس وعثمان أباظة‏,‏ ويعرج في مشواره علي رفضه التحول من العمل الإذاعي إلي التليفزيوني بعد ظهور التليفزيون‏,‏ كأقرانه الذين انتقلوا فبقي أسير عشق ميكروفون الإذاعة برغم طلب عبدالقادر حاتم وزير الإعلام‏.‏
ويعرج علي ارتباطه بنادي الزمالك إبان رئاسة حسن عامر له‏,‏ واستمراره حتي أصبح وكيل شرف النادي ويصل إلي مرحلة توليه مسئولية الإذاعة عام‏82‏ كرئيس نهض بها وطورها باعتراف الجميع‏,‏ وانتشرت في عهده الإذاعات المحلية في كل أرجاء الوطن‏.‏
ويرصد الخال فهمي عمر في مشواره المهني بعض المطبات الصعبة التي واجهته تحديدا خلال ترأسه للإذاعة‏,‏ من رفضه التدخل في شئون عمله أو وجود مراكز قوي للبعض‏,‏ واحترم المسئولون هذا الأمر فيه حتي أحيل إلي التقاعد الذي أفرد له الفصل العشرين من مشواره الذي ضمنه كتابه‏,‏
محمد صفاء عامراستخدم SHIFT+ENTER لفتح القائمة (إطار جديد).
يعتبر المؤلف و السيناريست محمد صفاء عامر واحدا من أهم الكتاب الذين ركزوا فى كتاباتهم على نقد العادات السيئة فى صعيد مصر. فتألق من خلال مسلسلات مثل "ذئاب الجبل"، "الضوء الشارد"، و"حلم الجنوبى"، و "الفرار من الحب"
لإسم: محمد صفاء عامر من ابناء محافظة قنا
وله العديد من الاعمال الفنية مثل

مسلسلات :
أفراح إبليس وعدى النهار و نقطة نظام وحق مشروع وحدائق الشيطان والحب موتا و ذئاب الجبل والحلم الجنوبي والضوء الشارد وغيرها من المسلسلات
وله افلام ايضا مثل صعيدى رايح جاى .
تم النشر على مسئولية محافظة قنا بالتعاون مع شركة انفورماتيك